إبراهيم الملا (الشارقة)

احتضنت قاعة المكان في قصر الثقافة بالشارقة، مساء أمس الأول، ندوة بعنوان «نتاج الكاتبة الإماراتية في الخارج»، ضمن برامج وفعاليات ملتقى أديبات الإمارات في دورته الخامسة، والذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة. شارك بالجلسة المعنية باستلهام التجارب الشخصية للكاتبات الإماراتيات اللاتي تلمّسن عن قرب تحديات الترجمة والمشاركة في الفعاليات الخارجية، كل من الكاتبة شيخة المطيري، والشاعرة عائشة البوسميط، والروائيات: لولوة المنصوري، وأسماء الزرعوني، وفتحية النمر، ونجيبة الرفاعي، وقدم الجلسة الشاعرة صالحة غابش المدير العام والمستشارة الثقافية للمكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة.
استهلت شيخة المطيري الجلسة بالحديث عن تجربتها الشخصية في المشاركة مؤخراً بمعرض ساوباولو الدولي للكتاب في البرازيل، مشيرة إلى أن مسألة اختيار نص لها وترجمته إلى اللغة البرتغالية يدخل في سياق التعبير عن كينونتها كأنثى إماراتية معنية بأهمية التبادل الثقافي ونقل ما نختزنه من هوية عربية وإسلامية ومن إرث عريق يجب إيصاله بشكل يليق بمكتسبات ومنجزات الوطن.
بدورها، تحدثت الروائية لولوة المنصوري وقالت إن هذه الملتقيات الثقافية الخارجية توطد علاقة الكاتبات الإماراتيات وتثري الحوارات بينهن، مضيفة أن مشاركة الأديبات الإماراتيات في الخارج تثير أسئلة مختلفة حول الذات والوجود والتأثير الخاص الذي تمتلكه المرأة في محيطها المحلّي والتحديات التي تجابهها في مجتمعها، وتؤكد من خلالها على السحر الأنيق والجمال الاستثنائي المتمثل في قدراتها الإبداعية وطاقتها السردية المستمدة من ينابيع المرأة الحكّاءة ومن ماء المخيلة والأساطير.
أما القاصة والأديبة أسماء الزرعوني، فأوضحت أن ترجمة الأعمال الأدبية الإماراتية إلى اللغات العالمية تخلق مناخاً تفاعلياً مهماً على مستوى الحوار الثقافي، ونقل التجارب المحلية الإبداعية إلى آفاق أوسع تعبر بنا من المجهول إلى المعلوم.
وتحدثت الشاعرة عائشة بوسميط عن ترجمة ديوانها الشعري «سيدة الرفض الأخير» إلى اللغة الفرنسية وعن مشاركتها في معرض باريس الدولي للكتاب، وقالت إن تفاعل الجمهور الفرنسي مع حفلات توقيع الكتب العربية المترجمة كان مدهشاً، وتمنت البوسميط أن تتاح الفرصة للكاتبات الإماراتيات من الجيل الجديد كي يشاركن مستقبلاً في مثل هذه المناسبات المهمة لخلق قاعدة ثقافية صلبة ومستمرة.
وأشارت الروائية فتحية النمر إلى روايتها «سيف» التي تولت طباعتها إحدى دور النشر المصرية، بالتعاون مع المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، موضحة أن الرواية تتناول شخصية الأب سيف الذي اختار الصمت والانزواء بعد تقدمه في السن، والذي كان طوال حياته السابقة قوياً ومؤثراً، وبالتالي فإن تحليل هذه الشخصية والدخول إلى أجوائها النفسية شكل دافعاً قوياً بالنسبة للكاتبة كي تنسج خيوطها السردية.
أما الكاتبة نجيبة الرفاعي فعبّرت عن اعتزازها بطباعة أول رواية لها من خلال دار نشر مصرية، وقالت إن روايتها التي تحمل عنوان «غالية»، وأكدت الرفاعي أن مشاركة الكاتبات الإماراتيات في الخارج تعكس اهتمام الدولة بالأدب والأدباء وتثبت أن المرأة الإماراتية قادرة على إثبات حضورها وصوتها الأدبي.